skip to Main Content

القرار الذي اتخذته إدارة ترامب ولم يُنفذ.. حقيقة الانسحاب الأمريكي من سوريا.

لايزال الكتاب الذي صدر مؤخراً لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق “جون بولتون”، والذي يحمل عنوان “الغرفة التي شهدت الأحداث” يشكل محطّ اهتمامٍ لدى العرب والغرب كما يشكل نقطة تحولٍ ملحوظةٍ في كثير من الحقائق التي ناقشها ومن أهمها حقيقة انسحاب القوات الأمريكية من شرق الفرات في سوريا، كما سلط الضوء على الطريقة السياسية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وبعض الفضائح السياسية له والتي وصلت لدرجة إمكانية التأثير على فُرص ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة تشرين الثاني المقبل.

هل ترامب موافق على انسحاب قواته:

ناقش “جون بولتون” في كتابه مسألة الانسحاب الأمريكي من سوريا مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته بما فيها “الصقور” والذي يشغل “بولتون” عضواً فيها أرادوا الخروج من سوريا معتبرين أن تركيا تشكل حبل نجاةٍ محتمل للمنطقة في ظل الفراغ الذي سيتركه الجنود الأمريكان، في الوقت الذي تنظر إدارة ترامب إلى التحالف الأمريكي الكردي ضد داعش كحالة إلهاء – بحسب الكتاب – وهذا ما وضحه “بولتون” نفسه حيث أنه لم يكن معجباً بالأكراد وسبب ذلك أن قسد هي جناح حزب الـ PKK السوري والمصنف كمنظمة إرهابية في تركيا، إلا أن محاولة إيقاف إيران في أجزاء من منطقة شرق الفرات حال دون فك الارتباط الأمريكي الكردي.

السبب في اتخاذ ترامب قرار الانسحاب:

كتب المستشار السابق: “لماذا تحالفنا مع جماعة إرهابية من أجل تدمير أخرى نابعة من فشل أوباما في رؤية أن إيران مثّلت تهديداً أخطر، الآن وفي المستقبل” من أجل هذا كان يرى “جون بولتون” مع “جيمس ماتيس” وزير الدفاع الأمريكي السابق بقاء القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا بينما المبعوث الخاص لسوريا “جيمس جيفري” “لايحب الأكراد” بحسب الكتاب.
وكان السبب الرئيسي في قرار ترامب بالانسحاب من الشرق السوري هو تقديم الجيش التركي حبل نجاةٍ محتمل للمنطقة عموماً إذ أن تركيا قادرة على نقل السلطة بشكل منظم بعد السيطرة على مناطق قسد، بحسب اعتقاد ترامب، الذي اتصل شخصياً بأردوغان ليؤكد له أنه يريد القوات التركية في شمال شرق سوريا، ويضيف الكتاب: “أصدر ترامب توجيهاً خلال زيارة مفاجئة للقوات الأمريكية في العراق بوجوب سحب قواته من سوريا وبقائها في العراق كمحور بمواجهة إيران”.

تراجع القرار الأمريكي بعد تصريحات البيت الأبيض:

شهدت الفترة الزمنية التي سبقت إطلاق تركيا لعملية “نبع السلام” ريفي الرقة والحسكة في شرق الفرات تصريحات من قادة البيت الأبيض وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي بضرورة الانسحاب من سوريا الأمر الذي أثار حفيظة القادة العسكريين في الجيش الأمريكي مما دفعهم لإقناع الرئيس أنهم بحاجة لوقت إضافي لهزيمة داعش، ومع تواتر الأنباء حول قرب العملية التركية اقترح الجنرال الأمريكي “جوزيف دانفورد” رئيس هيئة الأركان بتشكيل قوة مراقبةٍ دولية تديرها المخابرات الأمريكية لمنع قتال تركي-كردي في سوريا، تبعها محاولات للتفاوض مع تركيا من خلال “بومبيو ودانفورد  وبولتون” وغيرهم من المسؤولين الأمريكيين حيث استمرت المفاوضات التي نتج عنها اتفاق واشنطن وأنقرة على المنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية في آب 2019، لتطلق تركيا عمليتها العسكرية بعد شهرين من الاتفاق ودفع قسد للارتماء بحضن الاحتلال الروسي – كما يصف الكتاب -.

منذ سيطرة الجيش الوطني السوري مدعوماً بالجيش التركي على منطقة نبع السلام التي تضم أجزاءً واسعةً من ريفي الرقة والحسكة الشمالي بمحاذاة الحدود، لم تشهد منطقة شمال شرق سوريا عموماً ومنطقة شرق الفرات خصوصاً استقراراً بسبب التصارع الناعم بين قوى الاحتلال والذي بدأ يطفو على السطح مؤخراً من خلال تصارع الدوريات الروسية الأمريكية، الأمر الذي يجعل المشهد معقداً في ظل انتشارٍ لكافة القوى العالمية ووكلائها في تلك المنطقة الضيقة من سوريا، فيما تشكل خيرات المنطقة وثرواتها الضخمة هدفاً رئيسياً لتوسيع نفوذ كل قوة محاوِلةً أخذ الدور الفاعل في الهيمنة والاحتلال.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top